أنا مش قصيّر وأزعة
******
كلّما تحدّث أحد الزملكاوية عن وقائع التحكيم السوداء فى تاريخ الكرة المصرية و التى سلبت بطولات ممن يستحقونها فأهدتها
إلى غير
مستحقيها , كلّما خرقت أذنيه الإتهامات بأنه ضحيّة الغرق فى نظريّة المؤامرة.و كلّما أبدى أحد الزملكاويّة الإستياء من التحيّز الإعلامى الصارخ و من البرمجة و التلقين فى وسائل الإعلام لكل ما هو مضاد للزمالك و مناصر لغريمه التقليدى , كلّما قيل له أنه يعانى من ضلالات بارانويديّة.و كلّما تذكّر أحد الزملكاويّة قرارات إتحاد الكرة "التفصيل" و التى ما أنزل الله بها من سلطان , كلّما سمع مصمصة الشفاه و هى تقول له أنه مصاب بعقدة الإضطهاد
أيها السادة....لقد حانت لحظة الحقيقة , و أصبح لا بد مما لا بد منه , و ها أنا أقرّ و أعترف بأننى كزملكاوى ضحيّة لنظرية المؤامرة
و أننى أعانى من الضلالات البارانويدية و التهيؤات الوسواسيّة القهريّة
نعم... نعم...أنا مصاب بعقدة الإضطهاد و أحتاج إلى العلاج النفسى , بدليل أننى قرأت و أنا طفل فى أواخر السبعينيّات أحد قصص المغامرات (الألغاز) و التى كانت تدور حول إختطاف مشجّعين موتورين من نادى "الزمالك" للكابتن "ميبو" (لاحظوا الإسم القريب بالطبع من "بيبو") قبل نهائى الكأس بين نادى الزمالك و النادى الأهلى... وتدور مغامرات عديدة تنتهى بتحرير الكابتن "ميبو" الذى يصل للإستاد فى مطلع الشوط الثانى و يقوم بتسجيل هاتريك يؤدّب به الزملكاوية و يرفع الكأس مع الأهلى فى النهاية ( النهاية السعيدة
نعم...نعم...أنا مصاب بعقدة الإضطهاد و احتاج إلى العلاج النفسى , بدليل أننى عندما أصبحت فى المرحلة الإعدادية ذهبت إلى السينما
لمشاهدة فيلم "الرجل الذى فقد عقله" من بطولة فريد شوقى و عادل إمام و إكرامى...لأجد أن حصول الأهلى على الدورى فى نهاية الفيلم هو النهاية السعيدة أيضاً و التى يراها المنتج و المؤلف و المخرج هى النهاية السعيدة و الحتميّة (أتذكّر عند خروجى من السينما أننى كنت أشعر و كأننى أحد يهود ألمانيا النازيّة الذى يشاهد فيلماً فى أحد دور سينما برلين يفوز فى نهايته الفريق الآرى على الفريق اليهودى
نعم... نعم.....أنا مصاب بعقدة الإضطهاد و أحتاج إلى العلاج النفسى , بدليل أننى عندما كنت فى المرحلة الثانويّة شاهدت فيلم نور الشريف الذى جسّد فيه دور الكابتن شحاتة أبو كف لأرى كيف يتم نشر مفهوم أن نادى الزمالك هو نادى المؤامرات و المكائد و الدسائس و الإنحلال الخلقى للاعبين و الساقطات اللاتى تحمن حول اللاعبين و يتم إستخدامهن لتدميرهم فى مؤامرات تحاك من داخل النادى
نعم...نعم...أنا مصاب بعقدة الإضطهاد و أحتاج إلى العلاج النفسى, بدليل أننى عندما دخلت الجامعة شاهدت فيلم النمر و الأنثى لأجد أن علامة سعادة الطفل الصغير إبن آثار الحكيم وهو يقوم بالبلبطة فى البانيو هى أن يقوم بالتجعير : آآآهلى....آآآآهلىنعم...نعم....أنا مصاب بعقدة الإضطهاد و أحتاج للعلاج النفسى , بدليل أننى ألاحظ فى الأفلام و مسلسلات التليفزيون أنه لا يفوت كثير من المخرجين أن يبرز صورة فريق النادى الأهلى على الحائط خلف الممثل أثناء تصوير أحد المشاهد (للتذكير بثقافة الشعب التراثية الكروية)....... تماماً كما حدث فى مشهد من فيلم "بطل من ورق" لممدوح عبد العليم و هو يبحث عن عنوان مخرج خدع سينمائية فى مكتب ريجيسير يزيّن الحائط الذى يجلس أمامه ما لايقل عن 5 بوسترات للأهلى
نعم...نعم....أنا مصاب بعقدة الإضطهاد و أحتاج للعلاج النفسى, بدليل أننى لا زلت أذكر هدف على خليل الملغى , و هدف حسن شحاتة الملغى , و لم تنمحى من ذاكرتى مهازل محمد حسام و عبد الرؤوف عبد العزيز و بلال و إبراهيم النادى (النادى الأهلى بالطبع) و حسين مهاود و غيرهم , و بدليل أن الأيام لم تشفنى من ضلالاتى البارانويديّة التى جعلتنى أتوهّم انه كان هناك مهزلة إسمها
قضيّة قدرى عبد العظيم
نعم..نعم....أنا مصاب بعقدة الإضطهاد و أحتاج للعلاج النفسى, بدليل أن مركز الإحصاء التابع للإتحاد الدولى عندما أعلن أن الزمالك هو أفضل أندية العالم فى شهر فبراير منذ خمسة أعوام فإنه كان مركز غير معترف به و يقوم على إدارته نصّاب مأجور يتم شراء ذمّته بالمال , أما عندما قام ذات المركز بإصدار إحصائيّات تضيف إلى رصيد النادى الأهلى فقد أصبح بقدرة قادر مركزاً معترفاً به و هيئة محترمة تتبع الإتحاد الدولى إن لم يكن الإتحاد الدولى هو الذى يتبع لها
نعم...نعم...أنا مصاب بعقدة الإضطهاد و أحتاج للعلاج النفسى , بدليل أننى أصاب بتهيؤات بصريّة تجعلنى أتخيّل أن مخرج مباراة الزمالك و الأهلى على قناة النيل الرياضيّة الفضائيّة قد قام فى أعقاب نهاية المباراة التى فاز فيها الزمالك بهدف جمال حمزة بإنزال التتر و هو يحتوى على كامل أهداف الأهلى فى مرمى الزمالك و الخاصة بمباراة الستة الشهيرة التى صدّعوا رؤوسنا بها و التى هى فى حد ذاتها إثبات و برهان و دليل على إصابتى بعقدة الإضطهاد و حاجتى الماسة للعلاج لأننى أتخيّل - بالخطأ بالطبع
أن الإعلام لا يذكر كيف فاز الزمالك على الأهلى بستة أهداف نظيفة مرتين
نعم...نعم....أنا مصاب بعقدة الإضطهاد و أحتاج للعلاج النفسى , بدليل أننى مصاب بضلالات تصوّر لى أن الماكينات الإعلاميّة كانت تقوم بالعد التنازلى فى كل مباراة لحسام حسن و هو فى صفوف النادى الأهلى من أجل ضرب رقم الشاذلى القياسى الخاص بعدد الأهداف المسجلة فى مسابقة الدورى , إلا أن العد التنازلى قد توقف فور إنضمام حسام حسن للزمالك , و ليس هذا فحسب , بل صوّر لى خيالى المريض أنه ما أن حطم حسام حسن رقم الشاذلى القياسى و هو يرتدى الفانلة البيضاء حتى إكتشف أحد عباقرة الإعلام فجأة أن هناك
ستة عشر هدفاً للشاذلى لم يتم إدراجها فى السجلاّت و كأنها حفريّات يتم إكتشافها على حين غرّة فى رمال الصحراء
نعم. نعم..أنا مصاب بعقدة الإضطهاد و أحتاج للعلاج النفسى بدليل أن عدد أحد الصحف الرياضيّة - العامةو ليست المملوكة للنادى الأهلى - قد خصصت عددها فى اليوم التالى لحسم الزمالك للدورى بفوزه على الأهلى بهدفى بشير و عبد الحليم لا للإحتفاء بالبطل و لكن بدراسةعلى كامل العدد لكيف يعود النادى الأهلى إلى منصات التتويج
نعم....نعم....أنا مصاب بعقدة الإضطهاد و أحتاج للعلاج النفسى , بدليل غرامة إبراهيم سعيد , و وصولات أمانة وائل القبانى , و ثغرة إسلام الشاطر , و مفاوضات إينو , و غيرها من القضايا التى كان إتحاد الكرة بطلها إما بمناصرة الأهلى أو بغبن حقوق الزمالك
و التغاضى عن معاقبة الأهلى
نعم..نعم..أنا مصاب بعقدة الإضطهاد و أحتاج للعلاج النفسى , بدليل مهزلة حسن مصطفى الخاصة بسحب لقب دورى كرة اليد من الزمالك
.أخوانى المرضى النفسيين:نعم....نعم....أنا (ككل الزملكاويّة) أعانى من وسواس قهرى و حالة بارانويا مزمنة يتخلّلها هجمات شرسة من الضلالات و الخيالات و الهلاوس الإضطهاديّة تستدعى العلاج بجلسات الكهرباء 3 مرّات أسبوعيّا لمدّة 17 سنه لتخليصى من هذا المرض النفسى اللعين.و إذا كان عبد المنعم مدبولى قد نصح مريضه عندما جسد دور الطبيب النفسى فى أحد أفلامه بأن يقنع نفسه بأنه مش قصيّر أزعه و إنما طويل و أهبل ,
فإننى أنصح كل زملكاوى أن يقنع نفسه بأنه مش زملكاوى مضطّهد و إنما مريض نفسى مصاب بعقدة الإضطهاد و الضلالات البارنويديّة التى جعلته فريسة لنظريّة المؤامرة
و أسألكم الدعاء .... من أجل الشفاء
منقول